( العلاقة بين الاستعمار ومناهج التعليم )
من أنفس ما كتبه الأستاذ سيد قطب نور الله ضريحه :
لقد كان الانجليز يعرفون أن جيوش الاحتلال ستترك مصر يوما ما – إن قريباً وإن بعيداً – فلم يكن لهم بد من أسناد ( أعوان ) للاستعمار غير جيوش الاحتلال .
لقد ذهب ( الانجليز البيض ) من الدواوين , ليحل محلهم ( الانجليز السمر ) من المصريين المقربين , المستعمَرين أرواحهم وأفكارهم , المصنوعين على عين الاستعمار , لأداء أغراض الاستعمار !!
وكانت عناية الانجليز شديدة بوزارة المعارف ؛ بوصفها المشرفة على تكوين الأجيال , فما تزال النظم والبرامج والكتب وطرق التدريس كلها تعمل للاستعمار الروحي والفكري في نفوس الأجيال .
لقد ربى الاحتلال أجيالا متعاقبة , ما تزال تتكاثر بحكم العقلية المشرفة على وزارة المعارف , تنظر إلى الإسلام على أنه بقية من بقايا التأخر والانحطاط , وتعد التجرد منه = تجرداً من تهمة الجمود والتخلف والجهل , ودليلا على الثقافة والتحرر !!
وبرامج التاريخ وكتبه في المدارس المصرية على وجه خاص , من أمكر ما يستطيع الاستعمار أن يصنع , ومن أفتك ما يقتل الروح القومية والروح الدينية على السواء , فالطالب يخرج من دراسة التاريخ – بما في ذلك التاريخ الإسلامي – لا يعرف شيئاً عن فكرة الإسلام الاجتماعية ونظرته الإنسانية , وكل ما يدرسه غزوات وحروب ووقائع وأحداث , ينتهي منها إلى أن الإسلام كان معركة حربية , ولم يكن يوماً معركة فكرية ولا اجتماعية ولا إنسانية !!
( معركة الإسلام والرأسمالية )
والله لا أبالغ إذا قلت أنه ما كتب كاتبٌ في الفكر الإسلامي بعد آل قطب , إلا وكان لهم فضل عليه , بل يكون كلامه في الغالب تكراراً أو توضيحاً أو إسقاطاً لكلامهم على الواقع !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق