الجنرال النحيف المخيف كما أطلقت عليه جولدا مائير رئيسة وزراء العدو الصهيونى
أخر وزير حربية فى مصر قبل تغييرها لوزارة الدفاع
تم تصنيفه ضمن أبرع 50 قائدا عسكريا في التاريخ
(ولد فى 9 سبتمبر 1921 - وتوفى 7 يونيو 2003)
شغل منصب رئيس المخابرات الحربية (1972) ورئيس أركان القوات المسلحة (1973) ووزير الحربية (1974)
تقدم باستقالته من القوات المسلحة عقب هزيمة مصر في يونيو 1967 ليفسح للجيل الجديد الفرصة لاسترداد الأرض المحتلة وقد رفضت الاستقالة من الرئيس جمال عبد الناصر حيث أسند له مهام الإشراف على تدريب الجيش المصري مع عدد من القيادات المشهود لها بالاستقامة والخبرة العسكرية استعدادا للثأر من الهزيمة النكراء، وكان الجمسي من أكثر قيادات الجيش دراية بالعدو، فساعده ذلك على الصعود بقوة، فتولى هيئة التدريب بالجيش، ثم رئاسة هيئة العمليات، ورئاسة المخابرات الحربية، وهو الموقع الذي شغله عام 1972، ولم يتركه إلا أثناء الحرب لشغل منصب رئيس الأركان
في عام 1973 عندما اقترب موعد الهجوم على إسرائيل كان المشير الجمسي يرأس هيئة العمليات للقوات المسلحة المصرية، والي جانب تخطيط تفاصيل العمليات للحرب، قامت هيئة عمليات القوات المسلحة برئاسة اللواء محمد عبد الغني الجمسي بإعداد دراسة عن أنسب التوقيتات للقيام بالعملية الهجومية، حتى توضع أمام الرئيس المصري السادات والرئيس السوري حافظ الأسد لإختيار التوقيت المناسب للطرفين. وتقوم الدراسة على دراسة الموقف العسكري للعدو وللقوات المصرية والسورية، وسميت تلك الدراسة "بكشكول الجمسي"، وتم اختيار يوم 6 أكتوبر بناء علي تلك الدراسة.
عاش رئيس هيئة العمليات المسئول الأول عن التحركات الميدانية للمقاتلين في ساحة المعركة ساعات عصيبة حتى تحقق الانتصار، لكن أصعبها تلك التي تلت ما عرف بثغرة الدفرسوار التي نجحت القوات الصهيونية في اقتحامها، وأدت إلى خلاف بين الرئيس السادات ورئيس أركانه وقتها الفريق سعد الدين الشاذلي الذي تمت إقالته على إثرها ليتولى الجمسي رئاسة الأركان، فأعد على الفور خطة لمحاصرة وتدمير الثغرة وأسماها " شـامل" إلا أنها لم تنفذ نتيجة صدور وقف إطلاق النار
اختاره السادات قائدا للمفاوضات مع الإسرائيليين بعد الحرب. بعد الحرب مباشرة رُفي الفريق الجمسي إلى رتبة الفريق أول مع توليه منصب وزير الحربية عام 1974 وقائد عام للجبهات العربية الثلاث عام 1975
كان المشير عبد الغني الجمسي من أذكى وأقوى القادة الذين حاربوا إسرائيل على الإطلاق، وحتى في مباحثات السلام -الكيلو 101- كان من أشرس القادة الذين جلسوا مع الإسرائيليين على مائدة المفاوضات، ولا يمكن أن ننسى بحال خروجه على الجنرال "ياريف" رئيس الوفد الإسرائيلي دون إلقاء التحية أو المصافحة. وبكل تجاهل جلس مترئسا الوفد المصري مفاوضا.
كان ذلك في يناير 1974 عندما أخبره كيسنجر بموافقة الرئيس السادات على انسحاب أكثر من 1000 دبابة و70 ألف جندي مصري من الضفة الشرقية لقناة السويس، فرفض الجمسي وسارع بالاتصال بالسادات الذي أكد موافقته؛ وكان صدام القرار الاستراتيجي والعسكري، ليعود الرجل إلى مائدة التفاوض يقاوم الدموع، ثم لم يتمالك نفسه فأدار وجهه ليداري دمعة انطلقت منه حارقة؛ حزنا على نصر عسكري وأرواح آلاف الرجال تضيعها السياسة على موائد المفاوضات. وكانت مفاجأة لهنري كيسنجر أن يرى دموع الجنرال الذي كثيرا ما أسرّ له القادة الإسرائيليون بأنهم يخشونه أكثر مما يخشون غيره من القادة العسكريين العرب
ظل المشير الجمسي يكن احترامه لنفسه وللاخرين وامانته في التعاملات، فبالرغم من أن استقالته من وزارة الدفاع جائت بعد خلاف مع السادات بسبب عدم موافقته علي نزول الجيش المصري للقاهرة لقمع الاحتجاجات (التي جرت بسبب ارتفاع الأسعار)، إلا أن الرجل باحترام نادر لم يستغل الخلاف مع السادات كي يسئ له بعد مماته وخصوصا في مذكراته التي كتبها بعد وفاة السادات. وكذلك لم يسئ ابدا الي اي قائد وخصوصا الفريق الشاذلي . والتزم المشير عبد الغني الجمسي كثيرا من الصمت بعد حرب أكتوبر وحتى فترة طويلة بعدها
بعد انتهاء إحدى جلسات مفاوضات فض الاشتباك الأول (الكيلو 101) التي أعقبت عبور القوات المصرية لقناة السويس في حرب أكتوبر 1973، خرج الفريق عبد الغني الجمسي -رئيس وفد المفاوضات المصري، وكان رئيسا لأركان الجيش- من خيمته للتفاوض دون أن يسلم على أي من أعضاء وفد المفاوضات الإسرائيلي أو تصدر عنه كلمة واحدة، وكانت هذه عادته طوال زمن المفاوضات، فأسرع وراءه قائد الوفد الإسرائيلي الجنرال "عيزرا وايزمان" الذي أصبح رئيسا لإسرائيل فيما بعد، وقال له: "سيادة الجنرال، لقد بحثنا عن صورة لك وأنت تضحك فلم نجد، ألا تضحك أبدا ؟".
فنظر إليه القائد المصري شزرا ثم تركه ومضى.. وبعدها كتب وايزمان في مذكراته عن المشير الجمسي : "لقد هزني كرجل حكيم للغاية، إنه يمثل صورة تختلف عن تلك التي توجد في ملفاتنا، ولقد أخبرته بذلك"
من أشهر أقواله ((إن الرجل العسكرى لا يصلح للعمل السياسى قط ، وإن سبب هزيمتنا فى 1967 هو إشتغال وإنشغال رجال الجيش بالألاعيب فى ميدان السياسة ، فلم يجدوا ما يقدمونه فى ميدان المعركة))