عار علينا أن نختزل سير رواد الحرية ومنهم " أحمد حلمى " فى أسماء شوارع وميادين ومواقف سرفيس ،وننسى نضال وكفاح وتضحيات الرواد فى سبيل حرية الوطن وأبنائه .. " أحمد حلمى إتجوز عايدة " .. هكذا يعلمون أبنائنا .أحمد حلمى ..
الصحفى الذى كشف للعالم حادثة دنشواى 1906
أول صحفى سياسى دعا إلى قلب نظام الحكم
وأول سجين سياسى وتهمته العيب فى الذات الخديوية
وأول من نادى بإنشاء وزارة للزراعة فى مصر
وهو الجد الذى شكل ثورية حفيده المبدع صلاح جاهين " محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى" .
عندما أصدر الزعيم مصطفى كامل جريدة اللواء فى 2 يناير 1900 إلتحق بهيئة تحريرها الكاتب والأديب والشاعر أحمد حلمى ، وكتب له مصطفى كامل " أريد أن أجعل منك أول صحافى فى مصر، فأنت مثال الناشئة المصرية الجديدة " ..تدرج حلمى فى مناصب اللواء حتى أصبح رئيس تحريرها والرجل الثانى فى الجريدة بعد زعيمنا مصطفى كامل ، ونادى فيها بضرورة إنشاء وزارة للزراعة .
فى يونية 1906 سافر حلمى إلى دنشواى لينقل للعالم الحقيقة البشعة للإستعمار الإنجليزى ويسقط عنه القناع ، وكتب فى الحادث مقالته الشهيرة " يا دافع البلاء " والتى إعتمد عليها مصطفى كامل فى مساعيه لعزل اللورد كرومر، والذي قال عنه عباس محمود العقاد: "لا تعرف فزعا شمل القطر المصري من أقصاه إلى أقصاه كالفزع الذي شمله يوم قرأ الناس أخبار هذه الفاجعة ونشرتها اللواء بعنوان "يادافع البلاء" ..
إستخدم المندوب السامى " جورست " طريقة سلفه " كرومر " فى سياسة التعامل مع المصريين والتى اعتمدت على مبدأ " فرق تسد " فهاجم أقباط مصر ومنع عنهم بعض الوظائف بدعوى أن المسلمين أحق بها ، فما كان من حلمى أن هاجمه فى اللواء رافعا شعار " مصر لكل المصريين " ودعى إلى توحد أبناء النيل فى مصر والسوادن لمقاومة الإحتلال الإنجليزى .
توفى مصطفى كامل فى فبراير 1908 ، وتدخلت عائلة الزعيم الراحل فى سياسة الجريدة فحادت عن نضالها وكفاحها ، فإستخرج حلمى رخصة لمجلة " القطر المصرى " التى تبنت القومية المصرية وطالبت بعدم الإعتماد على دولة أجنبية ولا على نفوذ العائلة الخديوية وإنما على مصر وشعبها فقط .
وفى عدد المجلة " 37 " عام 1909 كتب حلمى مقال بعنوان مصر للمصريين وفيه .." أما المدارس التى زعم المنافقون أن محمد على أسسها لخير مصر فقد كان غرضه منها الحصول على عدة ضباط ليستخدمهم فى مقاصده لما كان عازما الخروج على الدولة صاحبة النعمة عليه " وكتب أيضا " فإذا عرف المصرى مما تقدم أن شقاؤه وبلاءه ليس له من سبب سوى عائلة محمد على فقد وجب عليه أن يتخلص منها لإن هذه العائلة هى سلمت مصر للإنجليز " وأيضا " بأى حق مشروع تأخذ عائلة محمد على من الخزينة المصرية 350 ألف جنية سنويا .. بأى حق ، وأى شر دفعوه عنها ، وأى خير جلبوه لها حتى يستحقوا هذا الثمن " وختم مقالة بــ " فيا أيها المصرى واصل سواد ليلك ببياض نهارك فى الخلاص من الخديو ومن عائلة محمد على وأبدل مالك وحياتك فى أن تكون حرا ، مستقلا يحكمك مصرى " .
قدمته السلطة إلى المحاكمة بتهم " 1- التطاول على مسند الحضرة العلية الخديوية ، 2- الطعن فى نظام حقوق الورائة فى الحكم ، 3- الطعن فى حقوق الحضرة الفخيمة الخديوية ، 4- دعوة الأمة للخروج على طاعة الحضرة الفخيمة ، 5- إنتزاع الملك من عائلة محمد على " وقضت محكمة السيدة زينب بحبس الأستاذ أحمد حلمى 9 أشهر حكما بسيطا ، وإستأنفت النيابة فقضى الإستئناف بحبسه سنة مع الأشغال الشاقة ، واعدام كل ما يضبط من العدد 37 ، وأغلق المندوب السامى الجريدة . . فكتب حلمى ردا على الحكم " ان سجنى جزائى فى محبتهم / فما الذى للعدا أبقوه تنكيلا / يا خازن السجن نفذ ما أمرت به / فلست تملك للأحكام تعديلا .. "
توفى أحمد حلمى فى يناير 1936 فى عمارته الكبيرة بـ شبرا ، وسمى الميدان الكبير بإسمه " أحمد حلمى " ليس لتاريخه وكفاحه وإنما لإمتلاكه أفدنة فى المنطقة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق